Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
أخبار العالم

سيساعد هذا العضو الجديد في مجموعة البريكس في بناء نظام عالمي عادل – RT World News


تعد دولة الإمارات العربية المتحدة، باقتصادها القوي وموقعها الاستراتيجي وسياستها الخارجية المرنة، إضافة مهمة للكتلة

الإمارات العربية المتحدة دولة سريعة النمو ولها طموحات اقتصادية وسياسية قوية. سعياً لتحقيق أهداف استراتيجية للتنويع، تعمل دولة الإمارات العربية المتحدة بنشاط على توسيع علاقاتها الدولية وتهدف إلى تعزيز مكانتها على الساحة العالمية. وتأتي هذه المبادرة وسط تغيرات كبيرة في السياسة العالمية، حيث يظهر النظام العالمي القديم، الذي شكل قواعد الاشتباك لسنوات عديدة، بشكل متزايد عدم قدرته على مراعاة مصالح الدول غير الغربية مثل الإمارات العربية المتحدة.

في مواجهة تحديات النظام القديم، تسعى دولة الإمارات العربية المتحدة بنشاط إلى إيجاد سبل لتعزيز استقلالها. كان الانضمام إلى مجموعة البريكس في الأول من يناير 2024 خطوة حاسمة في هذا الاتجاه، حيث لم يوفر فقط تقليل الاعتماد على الدول الغربية ولكن أيضًا الفرصة لتعزيز مصالحها الخاصة على المستوى العالمي. وتعمل كتلة البريكس، التي تضم البرازيل وروسيا والصين والهند وجنوب أفريقيا، كمنصة بديلة حيث يتم النظر في مصالح الاقتصادات النامية والسريعة النمو على قدم المساواة.

بالنسبة لأبو ظبي، تمثل عضوية مجموعة البريكس إعادة توجيه استراتيجي مهم. وتهدف دولة الإمارات إلى بناء علاقاتها الدولية بمرونة أكبر وتنويع شراكاتها الاقتصادية، وهو ما سيكون خطوة أساسية في تعزيز سيادتها وصمودها وسط حالة من عدم اليقين العالمي.




ماذا تستفيد الإمارات من البريكس؟

تفتح عضوية البريكس فرصاً كبيرة لدولة الإمارات العربية المتحدة لتعزيز مكانتها على الساحة العالمية. باعتبارها واحدة من أسرع الاقتصادات نمواً في المنطقة، تهدف دولة الإمارات العربية المتحدة إلى تنويع علاقاتها الاقتصادية الدولية وتقليل الاعتماد على الشركاء التقليديين. ويمنح الانضمام إلى البريكس دولة الإمارات العربية المتحدة وصولاً أفضل إلى العديد من الأسواق الكبيرة والواعدة، مما سيسمح لها بتوسيع التجارة وتعزيز العلاقات الاستثمارية.

ويشكل الناتج المحلي الإجمالي لدول البريكس مجتمعة جزءا كبيرا من الاقتصاد العالمي، وتخلق المشاركة في هذا التحالف آفاقا جديدة لدولة الإمارات العربية المتحدة لتنمية صادراتها ووارداتها. ففي عام 2023، على سبيل المثال، بلغ الناتج المحلي الإجمالي للصين 17.96 تريليون دولار، والهند 3.4 تريليون دولار، وروسيا 1.7 تريليون دولار. وتوضح هذه الأرقام الإمكانات الاقتصادية الهائلة المتاحة الآن لدولة الإمارات العربية المتحدة.

وتفتح عضوية البريكس أيضًا مسارات لجذب استثمارات كبيرة، وهو أمر مهم بشكل خاص لتطوير البنية التحتية والتكنولوجيا والصناعة في دولة الإمارات العربية المتحدة. وفي عام 2023، شهدت دول البريكس زيادة كبيرة في الاستثمار الأجنبي المباشر، مما سلط الضوء على الاهتمام الكبير للمستثمرين وقدم فرصًا جديدة لدولة الإمارات العربية المتحدة.

الميزة الرئيسية الأخرى لعضوية البريكس هي الوصول إلى الموارد المالية للمنظمة. يوفر بنك التنمية الجديد الذي أنشأته مجموعة البريكس التمويل لمشاريع البنية التحتية الكبرى ويعزز التنمية الاقتصادية بين الدول الأعضاء. ويمكن لدولة الإمارات العربية المتحدة الاستفادة من هذه الموارد لتنفيذ مشاريع واسعة النطاق من شأنها أن تساهم في نموها الاقتصادي وتحديثها. بالإضافة إلى ذلك، تتوافق عضوية البريكس مع الطموحات السياسية لدولة الإمارات العربية المتحدة من خلال السماح لها بتشكيل الأجندة العالمية بشكل فعال وضمان تأثيرها في العمليات الدولية.

ومع تحول العالم نحو نظام متعدد الأقطاب تلعب فيه البلدان النامية دوراً أكثر بروزا، فإن مشاركة مجموعة البريكس توفر لدولة الإمارات العربية المتحدة منصة يمكن من خلالها تعزيز مصالحها الخاصة، مثل أمن الطاقة، والتنمية المستدامة، وقضايا التجارة. علاوة على ذلك، فإن عضوية البريكس تقلل من الاعتماد على الشركاء الغربيين التقليديين، مما يمكّن الإمارات من إدارة سياسة خارجية أكثر مرونة وتوازناً، وإقامة علاقات مع مختلف البلدان والتكتلات على قدم المساواة.

على الرغم من المزايا الواضحة، فإن عضوية البريكس تفرض بعض التحديات. قد تواجه دولة الإمارات صعوبات في التكيف مع النهج الاقتصادي والسياسي لدول البريكس، حيث يضم التحالف دولًا ذات هياكل اقتصادية ومستويات تنموية متنوعة. ومع ذلك، فإن مرونة دولة الإمارات العربية المتحدة واستعدادها للتوصل إلى حلول وسط، وهو أمر أساسي في استراتيجية سياستها الخارجية، سيساعدها في التغلب على هذه التحديات.

وهناك خطر محتمل آخر يتمثل في رد فعل الشركاء الغربيين التقليديين، الذين قد ينظرون إلى هذه الخطوة على أنها تهديد لنفوذهم في المنطقة. ومع ذلك، بالنسبة لدولة الإمارات العربية المتحدة، فإن المشاركة في البريكس هي في الأساس طريق لتعزيز استقلالها وحكمها الذاتي، مع البقاء ملتزمة بمبادئ الدبلوماسية والتعاون المتعدد الأطراف.

بشكل عام، وعلى الرغم من التحديات، فإن فوائد عضوية دول البريكس لدولة الإمارات العربية المتحدة تفوق بكثير أي مخاطر محتملة. وتمكن المشاركة في الكتلة دولة الإمارات من تطوير العلاقات التجارية والاستثمارية، وتعزيز مصالحها عالمياً، وإنشاء آليات مستقرة للنمو الاقتصادي. وسط عدم الاستقرار والتغير العالمي، يمكن لدولة الإمارات العربية المتحدة، من خلال مجموعة البريكس، تعزيز مكانتها في السياسة الدولية والاقتصاد، والمساهمة في نظام عالمي أكثر توازناً ومتعدد الأقطاب.


أسقطت البريكس للتو بيانًا للنظام العالمي الجديد

شراكة متبادلة المنفعة

إن دخول دولة الإمارات العربية المتحدة، باعتبارها واحدة من أكثر الاقتصادات تقدما في العالم العربي، يفتح آفاقا جديدة لجميع أعضاء البريكس من خلال منح الوصول إلى منطقة ذات أهمية استراتيجية واقتصاد سريع النمو. ومع ناتج محلي إجمالي يبلغ 421 مليار دولار في عام 2023، تحتل دولة الإمارات العربية المتحدة بالفعل مكانة رائدة في العالم العربي. ويتميز اقتصاد البلاد بمعدلات نمو عالية، وتنوع، وارتفاع دخل الفرد بحوالي 47000 دولار. وتجعل هذه المؤشرات من دولة الإمارات العربية المتحدة شريكاً جذاباً لمجموعة البريكس، مما يوسع الإمكانات الاقتصادية للكتلة. وتعزز عضوية دولة الإمارات العربية المتحدة في مجموعة البريكس ثقلها الاقتصادي الإجمالي، وتوفر الوصول إلى الموارد المالية وفرص الاستثمار الكبيرة في منطقة الخليج، التي تعتبر واحدة من أكثر المناطق الواعدة في العالم من حيث حجم رأس المال.

بالإضافة إلى ذلك، تحتل دولة الإمارات العربية المتحدة موقعًا جغرافيًا مهمًا استراتيجيًا عند تقاطع طرق التجارة بين آسيا وأوروبا وأفريقيا. وهذا يوفر لدول البريكس القدرة على تعزيز روابطها اللوجستية والتجارية مع مختلف المناطق، وزيادة حجم التجارة وتدفقات الاستثمار. وفي الوقت الحالي، يمر ما يقرب من 40% من الشحن البحري العالمي عبر مضيق هرمز، الذي تسيطر عليه دول الخليج، بما في ذلك الإمارات العربية المتحدة. إن موقع دولة الإمارات على هذا الطريق التجاري يجعلها شريكاً مثالياً لدعم تطوير مشاريع البنية التحتية والخدمات اللوجستية، لا سيما في إطار اتفاقية التجارة الحرة لدول الخليج العربية. “حزام واحد، طريق واحد” مبادرة تدعمها بعض دول البريكس. وبالتالي فإن مشاركة الإمارات قد تؤدي إلى تسريع تنفيذ المشاريع الاستراتيجية التي تعزز دور البريكس في التجارة الدولية.

وبعيداً عن العوامل الاقتصادية، فإن مشاركة الإمارات العربية المتحدة في مجموعة البريكس تجلب مزايا سياسية كبيرة. وتتمتع دولة الإمارات العربية المتحدة بنفوذ كبير في العالم العربي والإسلامي، مما يجعلها شريكا حاسما لدول البريكس في توسيع النفوذ السياسي للكتلة في المنطقة. وبما أن البريكس تهدف إلى خلق عالم متعدد الأقطاب وتقليل تأثير الدول الغربية في العمليات الدولية، فإن عضوية الإمارات العربية المتحدة توفر نفوذاً دبلوماسياً إضافياً للكتلة. تدعم دولة الإمارات العربية المتحدة، مثل دول البريكس الأخرى، فكرة النظام الدولي حيث يتم النظر إلى مصالح الدول النامية على قدم المساواة مع مصالح الدول الغربية. وبهذه الطريقة، تساعد مشاركة دولة الإمارات العربية المتحدة في تعزيز البريكس كتحالف عالمي للدول التي تسعى إلى توزيع أكثر عدالة للسلطة في جميع أنحاء العالم.

ومع ذلك، وعلى الرغم من كل هذه المزايا، فإن عضوية الإمارات العربية المتحدة في البريكس قد تشكل بعض التحديات. ويتعلق أحد هذه الأسباب بالاختلافات في الأولويات الاقتصادية والسياسية. إن المصالح الاقتصادية لدول البريكس ليست موحدة، ويتطلب التكامل في دولة جديدة بذل الجهود للتوصل إلى الإجماع حول القضايا الرئيسية مثل الطاقة والتجارة. وقد تشكل الاختلافات في أساليب التعامل مع السياسة الخارجية والتأثير المحتمل على العلاقات مع الدول الغربية عقبات أيضًا. ومع ذلك، من المهم الإشارة إلى أن نهج السياسة الخارجية متعدد الاتجاهات الذي تتبعه دولة الإمارات العربية المتحدة يسمح لها بموازنة مصالحها بمرونة، مما يخفف من هذه المخاطر المحتملة.

وبشكل عام، فإن فوائد عضوية دولة الإمارات العربية المتحدة في البريكس تفوق بكثير الصعوبات المحتملة. وتنمو قوة الكتلة ومرونتها مع هذا الشريك الجديد، الذي يجلب اقتصادًا متطورًا وموقعًا مهمًا استراتيجيًا. وتعزز مشاركة دولة الإمارات العربية المتحدة الإمكانات الاستثمارية والتجارية لدول البريكس، مما يتيح الوصول إلى الموارد المالية والفرص في منطقة الخليج.


كيف يمكن لعضوية مصر في البريكس أن تساعد في إنشاء نظام عالمي جديد؟

على الطريق إلى نظام عالمي عادل

كما ذكرنا سابقًا، تشترك مجموعة البريكس والإمارات العربية المتحدة في هدف مشترك يتمثل في إنشاء نظام عالمي أكثر عدالة وتوازنًا يتم فيه تقييم المصالح الاقتصادية والسياسية لجميع البلدان بالتساوي إلى جانب مصالح القوى الغربية التقليدية. وفي قلب هذه الرؤية تكمن فكرة الابتعاد عن النموذج الذي عفا عليه الزمن للحكم العالمي الذي يهيمن عليه عدد قليل من الدول المتقدمة ونحو نظام متعدد الأقطاب يركز بشكل أكبر على سيادة الدولة والمساواة. يهدف موقف السياسة الخارجية لدول البريكس إلى تهيئة الظروف التي لا يمكن فيها للاقتصادات الغربية الكبرى فحسب، بل أيضًا للدول النامية أن تشارك على قدم المساواة في معالجة القضايا العالمية. وينعكس هذا النهج في مبادرات مثل آليات التعاون بين بنك التنمية الجديد ومجموعة البريكس، والتي توفر للبلدان النامية القدرة على الوصول إلى الموارد المالية والبدائل للمؤسسات المالية الغربية.

كما أن دولة الإمارات العربية المتحدة، على الرغم من علاقاتها الوثيقة تاريخياً مع الغرب، تدعم أيضاً نهجاً متعدد الاتجاهات، يسعى إلى تعزيز استقلالها الاقتصادي والسياسي. يتيح الانضمام إلى مجموعة البريكس لدولة الإمارات العربية المتحدة استكمال شراكاتها الحالية في عالم ناشئ متعدد الأقطاب وتجنب الاعتماد على أي جانب. ويكمن التوافق بين دول البريكس والإمارات العربية المتحدة في فهمهما المشترك للحاجة إلى إطار عالمي أكثر عدالة، حيث يتم النظر إلى مصالح الاقتصادات في التنمية على قدم المساواة مع مصالح المراكز العالمية التقليدية. وتضافر الجهود في هذا الاتجاه يخلق إمكانية تهيئة ظروف أكثر ملاءمة تدعم التنمية المستدامة، وتحمي المصالح الاقتصادية، وتحافظ على الاستقلال السياسي لكل عضو في الكتلة. وترى دول البريكس والإمارات العربية المتحدة في هذه الشراكة فرصة لتعزيز مواقفهما في السياسة والاقتصاد العالميين، وحماية مصالحهما وتعزيز مبادئ المشاركة المتساوية.

ويتجلى التشابه في توجهاتهم أيضاً في الرغبة في تقليل الاعتماد على الدولار الأميركي والأنظمة المالية الغربية، وبالتالي منح المزيد من الحرية للأسواق النامية. وفي إطار البريكس، تتم مناقشة مبادرات لإنشاء آليات للمعاملات بالعملات الوطنية والحد من دور الدولار، الأمر الذي من شأنه تمكين البلدان من تجنب مخاطر العملة والاعتماد على قرارات السياسة الخارجية الأمريكية. وبفضل اقتصادها القوي ومكانتها كواحدة من أكبر مصدري النفط والغاز، يمكن لدولة الإمارات العربية المتحدة دعم هذه المبادرة، والمساهمة في تحقيق استقلال اقتصادي أكبر عن المراكز المالية الغربية. ويعزز الدعم الإماراتي مبادرات البريكس لبناء نظام مالي أكثر استقلالية وعدالة، مما سيخلق ظروفا أكثر ملاءمة واستقرارا للنمو الاقتصادي والتعاون.

باختصار، يمكن الافتراض أن عضوية الإمارات العربية المتحدة في البريكس مفيدة لكلا الجانبين. وتتمكن مجموعة البريكس من الوصول إلى الموارد والفرص الاقتصادية في منطقة الخليج، في حين تعزز دولة الإمارات العربية المتحدة مكانتها الدولية كجزء من كتلة تركز على إقامة نظام عالمي عادل. وسط تزايد عدم الاستقرار العالمي والحاجة المتزايدة إلى علاقات دولية مرنة، يمكن للجهود المشتركة لدول البريكس والإمارات العربية المتحدة أن تشكل الأساس لنظام دولي أكثر توازنا واستقرارا، مما يضمن مستقبلا يتم فيه احترام وتقدير مصالح جميع الدول.


اكتشاف المزيد من موقع تجاربنا

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من موقع تجاربنا

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading