يطلب الاتحاد الأوروبي من الدول الأعضاء قبول الفلسطينيين المصابين بأمراض خطيرة من غزة
افتح ملخص المحرر مجانًا
رولا خلف، محررة الفايننشال تايمز، تختار قصصها المفضلة في هذه النشرة الأسبوعية.
يسعى الاتحاد الأوروبي إلى إنشاء نظام لإجلاء آلاف المرضى من غزة التي مزقتها الحرب إلى دوله الأعضاء استجابة لنداء منظمة الصحة العالمية لمساعدة الفلسطينيين المحاصرين هناك والذين يحتاجون إلى رعاية صحية عاجلة.
كتبت المفوضية الأوروبية إلى الحكومات الوطنية تطلب منها علاج الآلاف من المرضى المصابين بأمراض خطيرة والمعرضين لخطر الموت بسبب إرهاق نظام الرعاية الصحية في غزة، حيث لحقت أضرار بالغة بمعظم المستشفيات بسبب الهجوم الإسرائيلي على القطاع.
ويمنع الفلسطينيون من مغادرة غزة حتى لأسباب طبية بعد أن سيطرت إسرائيل الأسبوع الماضي على معبر رفح الحدودي مع مصر، لكن مسؤولين أوروبيين قالوا إن منظمة الصحة العالمية تأمل في أن تتمكن من إجلاء المرضى.
وجاء في الرسالة، التي حصلت صحيفة فايننشال تايمز عليها، أن “العديد من المرضى في حاجة ماسة إلى علاج طبي متخصص غير متوفر ببساطة بسبب تدمير البنية التحتية للرعاية الصحية”.
وكتبت مفوضة الصحة بالاتحاد الأوروبي ستيلا كيرياكيدس ومفوض إدارة الأزمات يانيز ليناريتشيتش: “من بين هؤلاء المرضى نساء وأطفال يعانون من إصابات خطيرة، وأفراد يعانون من أمراض مزمنة تتعرض حياتهم للخطر دون تدخل طبي فوري”.
وجاء في الرسالة أن منظمة الصحة العالمية حددت أكثر من 9000 مريض يحتاجون إلى علاج عاجل، وأرسلت إلى الاتحاد الأوروبي قائمة تضم 109 أطفال “يعانون من أمراض وإصابات خطيرة”.
وتمتلك الذراع الإنسانية للاتحاد الأوروبي، ECHO، مركبات بما في ذلك الطائرات التي يمكنها نقل الأشخاص الذين تم إجلاؤهم إلى أوروبا، لكن الحكومات الوطنية ستحتاج إلى توفير أسرة المستشفيات.
وقال المفوضون: “من المهم أن نتحرك بسرعة لضمان الإجلاء الآمن لهؤلاء المرضى إلى مستشفيات خارج غزة حيث يمكنهم تلقي العلاج المنقذ للحياة الذي يحتاجون إليه”.
وأضاف: “بينما ندرك التعقيدات العملية والإدارية لهذه العملية، فإننا مقتنعون بأنه يمكن التغلب على ذلك من خلال بذل جهد أوروبي جماعي”.
وقال مسؤولون في الاتحاد الأوروبي إن المرضى في غزة لا يحصلون على علاج لأمراض مزمنة مثل السرطان والثلاسيميا، وهو اضطراب في الدم يزيد من قابلية الإصابة بالعدوى ويتطلب عمليات نقل دم منتظمة.
وسيتم إعادة المرضى إلى غزة بعد شفائهم أو إمكانية رعايتهم في القطاع الفلسطيني.
أدى القصف الإسرائيلي على غزة خلال الأشهر السبعة الماضية إلى تدمير معظم مباني القطاع ومنع المستشفيات من العمل إلى حد كبير، حيث تكافح المستشفيات الميدانية المتفرقة لتوفير الرعاية الأساسية.
وقالت منظمة الصحة العالمية هذا الشهر إن ثلث مستشفيات غزة البالغ عددها 36 مستشفى و30 بالمئة من مراكز الرعاية الصحية الأولية فقط تعمل وسط “هجمات متكررة ونقص في الإمدادات الطبية الحيوية والوقود والموظفين”.
وقالت المنظمة العالمية: “كجزء من جهود الطوارئ، تعمل منظمة الصحة العالمية وشركاؤها بشكل عاجل على استعادة الخدمات الصحية وإنعاشها، بما في ذلك من خلال توسيع الخدمات والتخزين المسبق للإمدادات”.
وأضافت أن القرار الذي اتخذته إسرائيل الأسبوع الماضي بإرسال قوات إلى رفح، جنوب القطاع، حيث يقيم أكثر من مليون فلسطيني، من شأنه أن يزيد عدد الضحايا وأن “النظام الصحي المعطل لن يكون قادراً على التعامل مع الوضع”.
كما توقفت تدفقات المساعدات عبر معبر رفح إلى غزة بعد أن ألقت إسرائيل ومصر اللوم على بعضهما البعض في إغلاق المعبر الحدودي.
وقال مسؤولو صحة محليون إن ما لا يقل عن 35 ألف فلسطيني قتلوا في العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة منذ 7 أكتوبر، عندما شنت حركة حماس غارة عبر الحدود، مما أسفر عن مقتل 1200 شخص في إسرائيل واحتجاز 240 رهينة على الأقل، وفقًا لمسؤولين إسرائيليين.